أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ
يقول تعالى ذكره : ألهاك أيها الناس المباهاة بكثرة المال والعدد عن طاعة ربكم ، وعما ينجيك من سخطه عليكم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ألهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر قال : كانوا يقولون : نحن أكثر من بني فلان ، ونحن أعد من بني فلان ، وهم كل يوم يتساقطون إلى آخرهم ، والله ما زالوا كذلك حتى صاروا من أهل القبور كلهم .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ألهاكم التكاثر قالوا : نحن أكثر من بني فلان ، وبنو فلان أكثر من بني فلان ، ألهاهم ذلك حتى ماتوا ضلالاً .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم كلام يل على أن معناه التكاثر بالمال .
ذكر الخبر بذلك :
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن هشام الدستوائي ، عن قتادة ، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير ، عن أبيه ، أنه انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يقرأ ألهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر قال : ابن آدم ليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبلين ، أو تصدقت فأمضيت .
حدثنا محمد بن خلف العسقلاني ، قال : ثنا آدم نقال : ثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، عن أبي بن كعب ، قال : كنا نرى أن هذا الحديث من القرأن : لو أن لابن آدم واديين ما مال ، لتمنى وادياً ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ثم يتوب الله على ما من تاب حتى نزلت هذه السورة ألهاكم التكاثر إلى آخرها . وقوله : بعقب قراءته : ( ألهاكم ) : ليس لك من مالك إلا كذا وكذا ، ينبيء أن معنى ذلك عنده : الهاكم التكاثر : المال .
حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ
وقوله : حتى زرتم المقابر يعني : حتى صرتم إلى المقابر فدفنتم فيها ، وفي هذا دليل على صحة القول بعذاب القبر ، لأن الله تعالى ذكره ، أخبر عن هؤلاء القوم الذين ألهاهم التكاثر ، أنهم سيعلمون ما يلقون إذا هم زاروا القبور وعيداً منه لهم وتهدداً .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن عطية ، عن قيس ، عن حجاج ، عن المنهال ، عن زر عن علي قال : كنا نشك في عذاب القبر ، حتى نزلت هذه الآية : ألهاكم التكاثر ...إلى كلا سوف تعلمون في عذاب القبر .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام بن سلم ، عن عنبسة ، عن ابن أبي ليلى ، عن المنهال ، عن زر ، عن علي ، قال : نزلت ألهاكم التكاثر في عذاب القبر .
حدثنا ابن حميد ، قال :ثنا حكام ، عن عمرو ، عن الحجاج ، عن الممنهار بن عمرو ، عن زر عن علي ، قال : ام زلنا نشك في عذاب القبر ، حتى نزلت ألهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر
كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ
وقوله : كلا سوف تعلمون يعني تعالى ذكره بقوله كلا : ما هكذا ينبغي أن تفعلوا ، أن يلهيكم التكاثر .
وقوله : سوف تعلمون يقول جل ثناؤه : سوف تعلمون إذا زرتم المقابر ، أيا الذين ألهاهم التكاثر ، غب فعلكم ، واشتغالكم بالتكاثر في الدنيا عن طاعة الله ربكم
ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ
وقوله : ثم كلا سوف تعلمون يقول : ثم ماهكذا ينبغي أن تفعلوا أن يلهيكم عن طاعة ربكم بالتكاثر . وكرر قوله : (كلا سوف تعلمون ) مرتين ، لأن العرب إذا ارادت التغليظ في التخويف والتهديد ، كرروا الكلمة مرتين .
وروي عن الضحاك في ذلك ما :
حدثنا به ابن حميد ، قال :ثنا مهران ، عن أبي سنان ، عن ثابت ، عن الضحاك ( كلا سوف تعلمون ) قال : الكفار : ثم كلا سوف تعلمون قال : المؤمنون . وكذلك كان يقرؤها .
كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ
وقوله : كلا لو تعلمون علم اليقين يقول تعالى ذكره : ما هكذا ينبغي أن تفعلوا ، أن يلهيكم التكاثر أيها الناس ، لو تعلمون أيها الناس علماً يقيناً ، أن الله باعثكم يوم القيامة من بعد مماتكم ، من قبوركم ، وما ألهاكم التكاثر عن طاعة الله ربكم ، ولسارعتم إلى عبادته ، والانتهاء إلى أمره ونهيه ، ورفض الدنيا إشفاقاً على أنفسكم من عقوبته .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة كلا لو تعلمون علم اليقين كنا نحدث أن علم اليقين ، أن يعلم أن الله باعثه بعد الموت .
لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ
وقوله : لترون الجحيم اختلفت القراء في قراءة ذلك ، فقرأته قراء الأمصار لترون الجحيم بفتح التاء من لترون في الحرفين كليهما ، وقرأ الكسائي بضم التاء من الأولى ، وفتحها من الثانية .
والصواب عندنا في ذلك الفتح فيهما كليهما ، لإجماع الحجة عليه . وإذا كان ذلك كذلك ، فتأويل الكلام : لترون أيها المشركون جهنم يوم القيامة ، ثم لترونها عياناً لا تغيبون عنها .
ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ
حدثني محمد بن سعد ، قال :ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله ثم لترونها عين اليقين يعني : أهل الشرك .
ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ
وقوله : ثم لتسألن يومئذ عن النعيم يقول : ثم ليسألنكم الله عز وجل عن النعيم الذي كنتم فيه في الدنيا ، ماذا علتم فيه ن ومن أين وصلتم إليه ، وفيم أصبتموه ، وماذا عملتم به .
واختلف أهل التأويل في ذلك النعيم ما هو ، فقال بعضهم : هو الأمن والصحة .
ذكر من قال ذلك :
حدثني عباد بن يعقوب ، قال : ثنا محمد بن سليمان ،عن ابن أبي ليلى ، عن الشعبي عن ابن مسعود في قوله ثم لتسألن يومئذ عن النعيم قال : الأمن والصحة .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا حفص ، عن ابن أبي ليلى ، عن الشعبي ، عن عبد الله ، مثله .
حدثني علي بن سعيد الكندي ، قال : ثنا محمد بن مروان ، عن ليث ، عن مجاهد ثم لتسألن يومئذ عن النعيم قال : الأمن والصحة .
حدثنا ابن بشار قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا سفيان قال : بلغني في قوله لتسألن يومئذ عن النعيم قال : الأمن والصحة .
حدثنا ابن حميد ، قال :ثنا مهران ، عن إسماعيل بن عياش ، عن عبد العزيز بن عبد الله ، قال : سمعت الشعبي يقول : النعيم المسئول عنه يوم القيامة : الأمن والصحة .
قال : ثنا مهران ، عن خالد الزيات ، عن ابن أبي ليلى ، عن عامر الشعبي ، عن ابن مسعود ، مثله .
قال : ثنا مهران ، عن سفيان ثم لتسألن يومئذ عن النعيم قال : الأمن والصحة .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : ثم لتسئلن يومئذ عما أنعم الله به عليهم مما وهب لهم من السمع والبصر وصحة البدن .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله ثم لتسألن يومئذ عن النعيم قال : النعيم : صحة الأبدان والأسماع والأبصار ، قال : يسأل الله لعباد فيم استعملوها ، وهو أعلم بذلك منهم ، وهو قوله إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا [ الإسراء : 36 ] .
حدثني إسماعيل بن موسى الفزاري ، قال : أخبرنا عمر بن شاكر ، عن الحسن ، قال : كان يقول في قوله ثم لتسألن يومئذ عن النعيم قال : السمع والبصر ، وصحة البدن .
وقال آخرون : هو العافية .
ذكر من قال ذلك :
حدثني عباد بن يعقوب ، قال : ثنا نوح بن دراج ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر ثم لتسألن يومئذ عن النعيم قال : العافية .
وقال آخرون : بل عني بذلك : بعض ما يطعمه الإنسان ، أو يشربه .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ،قال : ثنا سفيان ، عن بكير بن عتيق ، قال : رايت سعيد بن جبير أتي بشربة عسر ، فشربها ، وقال : هذا النعيم الذي تسئلون عنه .
حدثني علي بن سهل الرملي ، قال : ثنا الحسن بن بلال ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن عمار بن أبي عمار ، قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : أتانا النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما فأطعمناهم رطباً ، وسقيناهم ماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا من النعيم الذي تسئلون عنه
حدثنا جابر بن الكردي : قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال : ثنا حماد بن سلمة ،عن عمار بن أبي عمار قال : جابر بن عبد الله يقول : أتانا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه .
حدثني الحسن بن علي الصدائي ، قال : ثنا الوليد بن القاسم ، عن يزيد بن كيسان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال : بينما أبو بكر وعمر رضي الله عنهما جالسان ، إذ جاء النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال ما أجلسكما هاهنا ؟ قالا : الجوع ، قال : والذي بعثني بالحق ما أخرجني غيره ، فانطلقوا حتى أتوا بيت رجل من الأنصار ، فاستقبلتهم المرأة ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : أين فلان ؟ فقال : ذهب يستعذب لنا ماء ، فجاء صاحبه يحمل قربته ، فقال : مرحباً ، ما زار العباد شيء أفضل من شيء زارني اليوم ، فعلق قربته بكرب نخلة ، وانطلق فجاءهم بعذق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ألا كنت أجتنيت ؟ فقال : أحببت أن تكونوا الذين تختارون علي أعينكم ، ثم أخذ الشفرة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إياك والحلوب فذبح لهم يؤمئذ ، فأكلوا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لتسئلن عن هذا يوم القيامة ، أخرجكم من بيوتكم الجوع ، فلم ترجعوا حتى أصبتم هذا فهذا من النعيم .
حثنا أبو كريب ،قال : ثنا يحيى بن أبي بكير ، قال : ثنا شيبان بن عبد الرحمن ، عن عبد الملك بن عممير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر : انطلقوا بنا إلى أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري ، فأتوه ، فانطلق بهم إلى ظل حديقته ، فبسط لهم بساطاً ، ثم انطلق إلى نخلة ، فجاء بقنو ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فهلا تنقيت لنا من رطبه ؟ فقال : أردت أن تخيروا من رطبه وبسره ، فأكلوا وشربوا من الماء ، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي أنتم فيه مسئولون عنه يوم القيامة ، هذا الظل البارد ، والرطب البارد ، عليه الماء البارد .
حدثني صالح بن سمار الروزي ، قال : ثنا آدم بن أبي إياس ، قال : ثنا شيبان ، قال : ثنا عبد الملك بن عمير ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه ، إلا أنه قال في حديثه : طل بارد ، ورطب بارد ، وماء بارد .
حدثنا علي بن عيسى البزاز ، قال : ثثنا سعيد بن سليمان ، عن حوج بن نباتة ، قال :ثنا أبو بصيرة عن أبي عسيب ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخل حائطاً لبعض الأنصار ، فقال لصاحب الحائط : أطعمنا بسراً ، فجاءه بعذق فوضعه ، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه ،ثم دعا بماء بارد فشرب فقال : لتسئلن عن هذا يوم القيامة ، فأخذ عمر العذق ، فضرب به الأرض حتى تناثر البسر ،ثم قال : يا رسول الله ، إنا لمسئولون عن هذا ؟ قال : نعم إلا من كسرة يسد بها جوعة ، أو جحر يدخل فيه من الحر والقر .
حدثني سعيد بن عمرو السكوني ، قال : ثنا بقية ، عن حشرج بن نباتة ، قال : حدثني أبو بصيرة ، عن أبي عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال :مر بي النبي صلى الله عليه وسلم ، فدعاني وخرجت ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ، فدخل حائطاً لبعض الأنصار ، فأتي ببسر عذق منه ، فوضع بين يديه ، فأكل هو وأصحابه ، ثم دعا بماء بارد ،فشرب ، ثم مقال : لتسئلن عن هذا يوم القيامة ، فقال عمر : عن هذا يوم القيامة ؟ فقال : نعم ، إلا من ثلاثة : خرقة كف بها عورته ، أو كسرة سد بها جوعته ، أو حجر يدخل فيه من الحر والقر .
حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن الجريري ، عن أبي بصيرة ، نقال : أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وناس من أصحابه أكلة من خبز شعير لم ينحل بلحم سمين ، ثم شربوا من جدول ، فقال : هذا كله من النعيم الذي تسئلون عنه يوم القيامة .
حدثنا مجاهد بن موسى ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا محمد بن عمرو ، عن صفوان بن سليم ، عن محمد بن محمود بن لبيد ، قال : لما نزلت ألهاكم التكاثر فقرأها حتى بلغ ثم لتسألن يومئذ عن النعيم قالوا : يا رسول الله عن أي النعيم نسال ، وإنما هو الأسودان : الماء والتمر ، وسيوفنا على عواتقنا ، والعدو حاضر ؟ قال : ( إن ذلك سيكون ) .
حدثني يعقوب بن إبراهيم و الحسن بن علي الصدائي ، قالا : ثنا شبابة بن سوار ، قال : ثني عبد الله بن العلاء أبو رزين الشامي ، قال : ثنا الضحاك بن عرزم ، قال : سمعت أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أول ما يسئل عنه العبد يوم القيامة من النعيم أن يقال له : الم ينصح لك جسمك ، وترو من الماء البارد .
حدثني يعقوب ، قال :ثنا ابن علية ، قال : ثنا ليث ، عن مجاهد ، قال : قال أبو معمر عبد الله بن سخبرة : ما أصبح أحد بالكوفة إلا ناعماً ، إن أهونهم عيشاً الذي يأكل خبز البر ، ويشرب ماء الفرات ، ويستظل من الظل ، وذلك من النعيم .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن إسماعيل بن عياش ، عن عبد الرحمن بن الحارث التميمي ، عن ثابت البناني ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : النعيم المسئول عنه يوم القيامة : كسرة تقويه ، وما ء يرويه ، وثوب يواريه .
قال : ثنا مهران ، عن إسماعيل بن عياش ، عن بشر بن عبد الله بن بشار ، قال : سمعت بعض أهل يمن يقول : سمعت أبا أمامة يقول : النعيم السئول عنه يو القيامة : خبز البر ، والماء العذب .
قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن بكير بن عتيق العامري ، قال : أتي سعيد بن جبير بشربه عسل ، فقال : أما إن هذا النعيم الذي نسال عنه يوم القيامة ثم لتسألن يومئذ عن النعيم .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن بكير بن عتيق ، عن سعيد بن جبير ، أنه أتي بشربة عسل ، فقال : هذا من النعيم الذي تسألون عنه .
وقال آخرون : ذلك كل ما التذه الإنسان في الدنيا من شيء .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله الله ثم لتسألن يومئذ عن النعيم قال : عن كل شيء من لذة الدنيا .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ثم لتسألن يومئذ عن النعيم : إن الله عز وجل سائل كل عبد عما استودعه من نعمه وحقه .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ثم لتسألن يومئذ عن النعيم قال : إن الله تعالى ذكره سائل كل ذي نعمة فيما أنعم عليه .
وكان الحسن و قتادة يوقلان : ثلاث لا يسئل عنهن ابن آدم ، وما خلاهن فيه المسئلة والحساب ، إلا ما شاء الله : كسوة يواري بها سوءته ، وكسرة يشد بها صلبه ، وبيت يظله .
والصواب من القول في ذلك ، أن يقال : إن الله أخبر أنه سائل هؤلاء القوم عن النعيم ، ولم يخصص في خبره أنه سائلهم عن نوع من النعيم دون نوع ، بل عم بالخير في ذلك عن الجميع ، فهو سائلهم كما قال عن جميع النعيم ، لا عن بعض دون بعض .